Thursday, January 21, 2010


تخدعنا الحياة في بعض مظاهرها ، فنظنّ أن كلّ يوم نعيشه هو بمثابة خطّ يرسم حياتنا ، فنقف عنده ونشبع من تفنيده لنُفاجأ في اليوم التالي أن أحلامنا المخمليّة واستنتاجاتنا الأفلاطونية لم تكن إلا أوهام شغلنا مخيّلتنا بها بدون فائدة لأنّ وقائع اليوم التالي جعلتنا نعيد النظر بالأمور التي حسمناها أمس ...

لمَ نبحث عن الغد ونشغل بالنا فيه طالما هو آت بدون أدنى شك ؟ لماذا لا نستمتع بكل لحظة من حياتنا كونها ستمضي دون أن تنبهنا إلى مرورها ؟

ما بالنا لا نقف عن التفكير بالآتي ، وحين يأتي الآتي نتخطاه لنستعلم عما سيجري بعده ؟

وهكذا دواليك ... تمضي أيامنا على هذا المنوال وتهرب سنينا دون أن تتواضع وتنبهنا لأمر مرورها الكريم ...

تنجلي الأمور أمام عينيّ فأعاين ما لم أحلم أن اتوقّع

زوبعة حبّ فاجأت حياتي لتجعل اللّيل الحالك في قلبي يلمع

وتحوّل كل يوم في عمري إلى سحابة عشق كالشمس تسطع

فيصبح كالأسطورة حاضري من مرجان المحيطات أروع

يستنسك الهوى في قلبي ويتخذ من صميم الوريد مرتع

لأن اللّب الهائم غنيّ ما بين الرّقة والقساوة يجمع

والله لو عرفت بلسمي لفعلت المستحيل كي لا أدمع

ولكن الزّوبعة كانت صاخبة جعلتني من كأسها أتجرّع

فاستسغته كصحراء عطشى .. سكرتُ وعن شربها لن أتورّع

لأن كأس الحب حين تتحتّم ... تجعل كلّ متعال يركع ...

من لوعة الحرمان ظمئت نفسي إلى لحظة تخترق صمتي إذا وُجد

من بين أنياب الزمن زاد شوقي إلى ثانية حب تذوب لتلد

من زمن العبودية تاقت حرّيتي إلى دقيقة عشق لتقوى وتستعد

ألا أقدر أن أخرج من نفسي ساعة من الزمن لأمنيها وأعد ؟

لأن الهروب في هذا الزمن غدا عنوان عزّة لكل من وعد

ما بي أتغاضى في البعد عنه طالما كان لي الرفيق والسند ؟

ما بي أتوّعد قربه مني بعد أن تركته تائهاً كالولد ؟

تسلّل إلى قلبي ثم غاب تاركاً طفلةً قلبها إرتعد

من كثرة السؤال تلاشى الجواب ... فيما الأساس ضاع ولن يعد


لم أكن أنا هي تلك البلهاء التي ذاقت علقم الحب ألوان

لم أكن أنا هي تلك البريئة التي رأتك والحلم سيّان

لم أكن أنا هي تلك المتطفّلة التي رأت جمال قبحك الرّيان

لم أكن أنا هي تلك الغبيّة التي عاينت فيك رفيق الزمان

بل كنت أنت الغبيّ المتطفّل البريء أقولها بالملآن

فاسمح لي أن أعبّر عن كره ملأ قلبي ورافقني كل مكان

لأني توهّمتك فارس الأحلام فكان حبك كالسّيف ذو حدّان

وعذراً إذا أطلت عنك الكلام ولكن لفرط كرهي أطلقت العنان.... !!!



لعلّ تلك الأيام الخوالي لم تكن إلا تجارب وهم استراح

لعلّها أحلاماً وردية تتمرد على واقع وتحارب دون سلاح

لعلّ هذه الحياة تسخر منّا لتحدّ من العزم وتولّد الجراح

لعلّي أنا صدّقت كذبتها وتلقيت عدوى لا يناسبها لقاح

والأهمّ في هذا كلّه ثباتنا ونحن على علم أن الألم استباح

املين بمستقبل باهر كي يعوض عن الظلم وليالي النواح

فمهما كبّلتنا الأوهام سيأتي يوم ننتفض ويطلق السراح

ليس المطلوب أن نتساءل فالزمان لن يبوح بأي إقتراح

لأن كلنا يجهل تماماً أن الحياة سفينة تبحر دون ملاح ...!!!

لعلّ تلك الأيام الخوالي لم تكن إلا تجارب وهم استراح

لعلّها أحلاماً وردية تتمرد على واقع وتحارب دون سلاح

لعلّ هذه الحياة تسخر منّا لتحدّ من العزم وتولّد الجراح

لعلّي أنا صدّقت كذبتها وتلقيت عدوى لا يناسبها لقاح

والأهمّ في هذا كلّه ثباتنا ونحن على علم أن الألم استباح

آملين بمستقبل باهر كي يعوّض عن الظلم وليالي النّواح

فمهما كبّلتنا الأوهام سيأتي يوم ننتفض ويطلق السراح

ليس المطلوب أن نتساءل فالزمان لن يبوح بأي إقتراح

لأن كلنا يجهل تماماً أن الحياة سفينة تبحر دون ملاح ...!!!


عندما يُستباح القلب دون إستئذان تكون النتيجة صدّ ورفض واعتذار

عندما تغدو بعض التّعابير محط كلام يصبح السبب تافه جداً بكل إختصار

ولكن عندما يكون هذا هو الحلم الذي منّى النفس وتعب الإنتظار

يتولّد الشكّ مخلّفاً بعض أوهام تقتل الحلم والحقيقة دون إنذار

وما العمل إذا كانت غلطتي انني أحبك بعيداً عن كل إعتبار

وأثق بك بالرغم مما كان وأخفي حيرتي وراء ستار

لأجلك سأحوّل الصدّ إلى حب والرفض إلى ولع ليصبح الإعتذار غبار

سأتحدى الدنيا وأتحمّل الملامة وأتعلم منك وأستنير بك وأتخذ القرار

أليس ضرباً من الجنون ينتابني ؟ ليغيّر حياتي ويولد فيها إعصار

آه من هذا الجنون كم أحببته وأحبه وسأحبه ليل نهار ...

استباحت الذكريات واقعي لتعيد صورةً رسمها حبي بريشة الزمان

ذكرياتٌ انسابت مع أعذب الجداول لتصب ناراً في قلبي الولهان

جداولاً تبلسم جرحي المستفيض وناراً تحرق شوقي الرنان

جرحٌ تحملته في صميم الورد جاهداً ليسكت القلب عن الخفقان

وريدٌ كلما حاول أليم الترهيب أبى الخنوع شامخاً عزة وعنفوان

يمّ طالما نغّص عليّ الحياة لا يرضى الإستسلام ولو ثوان

حياةٌ لم تكتف بالقليل بل طلبت ما وراء النجوم من ألوان

فهل ارضخ لواقع يحتّم الإستسلام أم أنشد مستقبلاً بالحب يزدان ؟؟




قصصٌ وقصصٌ وقصصٌ لتمرّ السنوات زاخرة بالأحلام

ننسى واحدة ونتعلق بأخرى ونحاول دائماً الخروج من بين الركام

نتساءل عن الأسباب دون جواب لنسير من جديد إلى الأمام

تواجهنا في كل مرّة صعاب فنتعثّر ونعود لنتعلّق بالأوهام

تلك البطلة أثقلتها الصعاب وهذه الواهمة خسرت دون الإلمام

وكل منهما تتساءل مع الرياح ألن يأتي يومٌ ونرضخ للإستسلام ؟

سيأتي حتماً ذلك اليوم المنتظر نرضخ فيه للحياة ونعشقها للهيام

فهي جميلة بالرغم مما كان حتى ولو شعرنا مراراً بالآلام

يبقى الأمل سيد جميع المواقف والأحلام تنتصر على الدوام

لتشعر بطلتنا ولو مرة بوجودها وتتحرّر من الأوهام وتعيش بسلام ...!!!